سلاح المؤمن "الدعاء"
الدعاء ضرب من ضروب الذكر وهو السلاح الحقيقى للمؤمن فى جميع أحواله عند كل شدة وكرب وضر ولا يتيسر إلا لمن تطهر قلبه من أمراض القلوب كالنفاق والرياء والحسد والغيرة والكبر وعجب النفس واتباع هوى الشطان.
وراحة البال تكمن فى الوقوف على باب الله بالدعاء والذكر مع التسليم لمراد الله فى الشدائد والابتلاءات عند حدوثها مع عدم اليأس وإن طالت سنين.
والدعاء باب مفتوح يجوز الدعاء بما شاء للعبد من أمور الدنيا والأخرة ما لم يكن إثما وخلق الله الانسان ليكون خليفة فى الارض وحمل أمانة عجزت السماوات والأرض والجبال عن حملها
قال تعالى " إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" [الأحزاب:72]
الخلافة لا تعنى تجبرا فى الارض وانما هى عبودية للخالق جل وعلا فصلتنا بالله عبودية بعظيم يستحق هذه العبادة وتترتب على هذه الصلة التواصل والمناجاة والتضرع والانابة فمن هنا أتى مفهوم الدعاء.
قال تعالى " قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا " [الفرقان:٧٧]
فنرى غير المؤمن عندما تضيق به السبل يلجأ إلى الله تعالى نادما متضرعا طالبا الفرج والخلاص
والدعاء ملاذ المؤمن كما وصفه النبى عليه الصىلاة والسلام
(إن الدعاء هو العبادة)
فالجن و الانس لم يخلقوا إلا للعبادة فالدعاء يكون فى السراء والضراء فهو إثبات عبوديته
(وماخلقت الجن والانس إلا ليعبدون) [الذاريات:٥٦]
والدعاء عظيم النفع فقد لجأ إليه سيدنا آدم وكثير من الأنبياء
قال تعالى (فتلقى ءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) [البقرة: ٣٧]
Tags
الدعاء